كتاب التاريخ المغاربي القديم السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح الإسلامي
كتاب التاريخ المغاربي القديم السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح الإسلامي المؤلف :محمد الهادي حارش اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 1992 عدد الصفحات : 366 |
كتاب التاريخ المغاربي القديم السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح الإسلامي تأليف محمد الهادي حارش.
أمام النقص الملحوظ لكتاب التاريخ القديم بصفة عامة ، وكتاب التاريخ المغاربي القديم بصفة خاصة في المكتبة العربية واستجابة لرغبة الكثير من الطلبة، الذين الحوا على مرارا ، لنشر المحاضرات التي كنت القيها على طلبة السنة الثانية ليسانس ) التاريخ » بجامعة الجزائر ، دونت هذا الكتاب الذي يعرض المحاضرات التي القيتها على هؤلاء الطلبة في الفترة ما بين 1986 – 1990 .
الكتاب موجه اذن فى الأصل لهؤلاء الطلبة ، كما هو موجه للجمهور المثقف عامة، ولهواة التاريخ منه خاصة ، ولهذا رعيت فيه الحرص على شرح المادة التاريخية بالقدر الذى تسمح بــه ضرورة الاختصار ، فليس ممكنا هنا أن أعطى التوضيحات الشاملة لكل الفترة المدروسة ، التي تحتاج في الواقع الى مجلدات وتضافر جهود مجموعة من الباحثين.
الكتاب اذن لا يستهدف عرض تاريخ شامل مفصل للفترة التي يمتد عبرها التاريخ المغاربي القديم ، بقدر ما هو محاولة لابراز المراحل الرئيسية لهذا التاريخ التي يسترشد بها كل باحث بريد المزيد من التعمق والمعرفة .
وقد قسمت المحاضرات الى مدخل وخمسة فصول ، تعرضت في المدخل الى البلاد والسكان ، بينما تناولت في الفصل الاول التوسع الفنيقي في غربي المتوسط مستعرضا العوامل والاسباب التي دفعتهم الى التوسع ، ثم تأسيس قرطاجة وتشكل الامبراطورية القرطاجية قبل التعرض الى الحضارة البونيقية في البلاد المغاربية . أما الفصل الثاني فقد خصصته للممالك الوطنية : أصولها وتطورها ، مركزا أساسا على الجوانب الحضارية ، بينما تناولت في الفصل الثانت المغرب في العهد الروماني منذ سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م الى التدخل الوندالى فى المنطقة سنة 429م ، واستعرضت في الفصل الرابع الجوانب المتعلقة بالفترة الوندالية فى البلاد المغاربية والفترة البيزنطية في الفصل الخامس.
وللتعرض لكل هذه الجوانب ، تتوفر لدينا الكثير من المصادر التي يصعب على الباحث الالمام بها كلها واستعراضها في مثل هذا العرض الموجز ، وفضلت أن أضعها في متناول القارىء في ثنايا الكتاب ، اضافة الى المصادر ، حرصنا على الاستفادة من البحوث والدراسات الحديثة وكذا تقارير البعثات الاثرية التي تكمل نقائص المصادر الاصلية التى هى اغريقية أو لاتينية ، وهنا تكمن أحدى هذه النواقص ، أذ لا يهتم هؤلاء بالمنطقة المغاربية الا عندما تكون على احتكاك بهم ، وفى هذه الحالة أيضا يتناولون تاريخ المنطقة من زاوية ووجهة خاصة كثيرا ما تحتاج الى وقفة وتأمل ، وهو ما حاولنا القيام به بالغوص في أعماقها واستجلاء خفاياها ، ومع ذلك أشعر دائما أن تاريخنا القديم ما زال فى حاجة الى المزيد من الدراسة في مختلف جوانبه ومراحله ، ولا يمكن أن نستوفيه فى مثل هذه المحاضرات وفى خلال سنة جامعية واحدة ، ولهذا فضلت التركيز على الجوانب الحضارية على الغوص في تتبع الاحداث السياسية الا الضروري منها لاستيعاب الاحداث.