| | |

كتاب معجم الأمثال العربية

وصف الكتاب

كتاب معجم الأمثال العربية  تأليف خير الدين شمسي باشا.

المطالع للكتب التي عنيت بالعربية كلغة، يجدها بحثت موضوعات شتى، ما بين نحو وصرف وبلاغة وأدب وشعر، وغير ذلك.

كما إن مما عني به العرب قديماً وحديثاً في لغتهم الأمثال الدارجة والمستخدمة بين الخاصة والعامة؛ فتناقلها الناس جيلاً بعد جيل، وما زالوا يخترعون الجديد من الأمثال تبعاً للواقعات التي تمر بهم؛ حيث إن المرء يستطيع من خلال المثل التعبير عن معانٍ كثيرة وواسعة بعبارات موجزة قصيرة، تعطي مدلولات أوسع مما تعطيه الجمل الإنشائية المركبة.

وكان للأمثال الأثر الأكبر في حياة العرب وأحوالهم من سائر الأمم، يقول المستشرق الألماني زولهايم في كتابه “الأمثال العربية القديمة”: “لم تترك الأمثال أثراً في حياة أي شعب من الشعوب كما هو الحال عند العرب؛ لأن العرب لم يبدعوا فحسب منذ وقت مبكر في جمع أمثالهم وحكمهم، بل زينوا بها آدابهم الغزيرة، بحيث بقيت تلك الأمثال والحكم حية إلى يومنا هذا”.

كما أن للمثل أهمية بالغة في شتى جوانب المعرفة؛ فهو يفيد الاديب واللغوي والمؤرخ الجغرافي والباحث الإجتماعي والتربوي، بل وعامة الناس كلاً في مجاله، فلا غنى لأحد عن إستخدام المثل.

فالأديب لا بد له من الإستشهاد في كتاباته وتآليفه ببعض الأمثال المأثورة عن العرب، والمثل يعد مصدراً أصيلاً للّغويّ في إثبات بعض المفردات واللغات واللهجات العربية التي كانت سائدة أو دارجة في حقبة معينة من الزمن.

وقد دونت هذه الأمثال العربية في كتب مفردة على إختلاف في حجمها وطريقة ترتيبها، فمنها الصغير ومنها الكبير، ومنها ما هو مرتب هجائياً ومنها ما رُتِّب على الموضوعات.

إلا أن هذه الكتب تفتقر إلى أمرين: الأول: قصورها في لم شمل الأمثال العربية جميعها أو معظمها في كتاب واحد، الثاني: صعوبة العثور على المثل في كثير من هذه الكتب حتى ما كان منها مرتباً على حروف الهجاء.

ولهذا الأمر، فقد نهد الأستاذ “خير الدين شمسي باشا” إلى جمع ما وصلت إليه يده من أمثال عربية مدونة في الكتب التي عينت بهذا الشأن أولاً، وما اطلع عليه من كتب اللغة والأدب وغيرها من الكتب التي وردت فيها بعض الأمثال عَرَضاً؛ ولم يكتف بذلك، بل عرَّج على ما دون من أمثال القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة التي جرت مجرى الأمثال.

وبعد جهد مضنٍ استغرق ما يقارب العقدين من الزمان تجمع لدى الأستاذ “خير الدين شمسي باشا” أكثر من عشرة آلاف مثل، دونها في هذا الكتاب الذي نضعه بين يدي القارئ العربي سهلاً ميسراً، في تبويب وترتيب يُسهِّلُ على القارئ الرجوع إلى المثل المطلوب وإستخراجه.

وهذا الكتاب مرتب ترتيباً هجائياً يبدأ بحرف الهمزة وينتهي بحرف الياء، ولا يحتاج القارئ إلى جهد كبير للوصول إلى المثل المطلوب، فقد روعي في ترتيب الأمثال الحرف الأول والثاني وما بعدهما، فما كان مبدوءاً بالألف ثم الباء يأتي قبل ما بدئ بألف فتاء، وهكذا.

ومما يمتاز به هذا السفر الضخم أنه لم يُثقَلْ بالحواشي، إذ إن المؤلف اتبع طريقة موفقة في إحالة المثل إلى المصادر التي أخذ منها، حيث يورد تلك المصادر بعد إيراد المثل مباشرة.

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *