|

كتاب فلسفة العلوم الطبيعية

وصف الكتاب

كتاب فلسفة العلوم الطبيعية تأليف الدكتور بدوي عبد الفتاح محمد.

ان هذا الكتاب عرض لبعض موضوعات فلسفة العلوم، والتي تشغل اهتمام المتخصصين في هذا الميدان اليوم، أقول أن هذا العرض يتبنى موقفا معينا من الإنتماءات المتعددة التي حاولت أن تستقطب هذه الموضوعات لتساير مذاهبها المعلنة. فإذا سلمنا بأن الحياد في الفلسفة أمر يصعب تقبله، ولا يتفق مع روح الفلسفة ذاتها، اللهم إلا إذا تحول الفيلسوف إلى مؤرخ. فقد التزمت بخطة معينة في التناول الفلسفي لهذه الموضوعات، يحتفظ من هذا الاتجاه أو ذاك بعناصر القوة والحيوية، التي تحفظ لفلسفة العلم قوتها الدافعة ودورها الإيجابي الذي رسمته لنفسها مع مطلع هذا القرن. وفي نفس الوقت، تجنب التحيزات المذهبية والرؤى الضيقة المتزمتة التي تحاول إقحام فلسفة العلم في متاهات الخلافات الفلسفية القديمة. هذا الخط الفكري – إن جاز هذا التعبير – هو محاولة لوضع إطار لمشروع مشترك بين الفلسفة والعلم، يستثمر العلاقة الصحية الخصبة بينهما لتحقيق التقدم للمجتمع الإنساني. ولكي يتم ذلك، لابد أن يعي ويلتزم ويحترم كل طرف حدوده ووظيفته. وإذا كان من حق العلماء أن يتكلموا عن أنفسهم ويعرضوا اقتراحاتهم، فإن الذي يهمنا هو الدور الذي يمكن ان تقوم به الفلسفة في هذا المشروع المقترح. هذا الدور يتبلور في نقطتين. الأولى هي ممارسة الفلسفة لوظيفتها النقدية العلمية (مفاهيم وقوانين ونظريات العلم وما بينها من علاقات) والتي تستند إلى فهم دقيق وعميق للتطورات التي لحقت بالعلم المعاصر.

وهدفها هو حماية العلم من التسلل الميتافزيقي غير المشعور به. هذا الدور يكتسب أهمية كبرى بعد تراجع الحسم التجريبي في الفيزياء المعاصرة. واعتماد العلماء على معايير أخرى في قبولهم وتفضيلهم للنظريات العلمية الجديدة. غير أنه على القائمين بهذه الوظيفة الهامة أن يلتفتوا إلى حقيقة فرضتها النتائج العلمية المعاصرة، وهى: أنه ليس كل ما هو غير تجريبي ميتافيزيقي. وإنما الميتافيزيقي هو ذاك الذي لا نستطيع أن نستدل منه نتائج تجريبية، ولو بشكل غير مباشر، فالإلكترون ذاته غير تجريبي. في حين أننا لو مررناه في وسط مشبع ببخار الماء، فإن مروره سيترك آثاراً تجريبية.

أما النقطة الثانية، فتتعلق بتحليل الفلسفة للنتائج التي يتوصل إليها العلماء في شتى فروع العلم. ليس من أجل اتخاذها فروضاً تبنى بها مذاهب فلسفية هشة. ولا سلاحاً تحارب به المذاهب الفلسفية بعضها بعضاً محتمية بثقة الناس في العلم. بل من أجل التأكيد على إيجابياتها وتعظيمها. وفي نفس الوقت لفت الانظار والتحذير من مخاطر بعض التطبيقات الخاطئة التي يمكن أن تدفع بالمجتمع الإنساني إلى هوة سحيقة. وهذا هو الدور الاجتماعي للفلسفة. قام بذلك رسل وسارتر وكارل ياسبرز في مظاهراتهم ضد التجارب النووية وخطرها على الجنس البشرى. رغم اختلاف توجهاتهم الفلسفية. أما اليوم فنحن أمام خطر آخر لعله أشد، وهو ما يعرف بأزمة الإستنساخ Clonning وتداعياتها الأخلاقية والاجتماعية والدينية، فيما لو طبقت على البشر. مرة أخرى، ألم يكن أفلاطون على حق، حينما قال بأن الفلسفة هي حارسة المدينة”.

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *