| |

كتاب الإعلام والسياسة ومجتمع الشبكات

BORE05 5562

عنوان الكتاب:

الإعلام والسياسة ومجتمع الشبكات

المؤلف:

روبرت حسن

سنة الإصدار:

2010

عدد الصفحات:

252

اللغة:

العربية

ترجمة/تحقيق:

بسمة ياسين

كتاب الإعلام والسياسة ومجتمع الشبكات تأليف روبرت حسن.

نحن نعيش في عصر المعلومات، وفي مجتمع مليء بالشبكات. ما هي طبيعة هذا الشيء؟ كيف أدى إلى التطوير وما الذي يعززه؟ وعلاوة على ذلك، ما هي تأثرياته على الإعلام، وعلى الإنتاج الثقافي، وعلى السياسة؟ تلك هي الأسئلة الرئيسية التي سوف يتناولها هذا الكتاب.

وفي الرد على هذا النوع من الأسئلة فقد توقع الكثيرون قدوم عصور مدهشة في الحياة داخل مجتمع الشبكات. ويتوقع آخرون، أقل عدداً، الخراب والظلام فقط. وتعد هذه أيضاً أسوأ العصور أو أفضل العصور، طبقاً للأقطاب المختلفة للتوقع مع الأخذ في الاعتبار العالم المليء بالشبكات. وبعد هؤلاء أيضاً مؤيدين. ويشكل اختياري يمكن للشخص أن يتجاهل الدعاءات التنافسية تماماً ويواصل حياته الخاصة. وهذا ما يفعله معظم الناس. وهذا يمكن ملاحظته. وتمثل إحدى سيئات مجتمع الشبكات في سرعته. وقد تقدمت الحياة بسرعة نحو النقطة التي عندها يكون قد حان وقت أخذ مثل هذه الأسئلة في الاعتبار، القليل جداً لديه إجابة مباشرة عليها، أو رأي انعكاسي عليها. إن الحياة سريعة، لذلك فقد تكون صعبة. فلا بد من إيجاد وظائف والحفاظ عليها، ولا بد من دفع الإيجارات، ولا بد من إطعام الأطفال. فليس هناك وقت للتفكير في الأسباب الجوهرية والنتائج المتنامية. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لدى الحياة في مجتمع الشبكات تأثريات حسنة أو سيئة على العقل المجهد والجسم المتحرك. فعلى سبيل المثال، يمكننا الحصول على قسط من الراحة في المنزل بعد العمل أو المدرسة وتشغيل فيلم من خلال «قرص الفيديو الرقمي» DVD، أو إدخال لعبة «بلاي ستيشن» وإطلاق النار على شيء خيالي. ويمكننا كتابة رسالة إلى صديق، والدخول إلى شبكة الإنترنت، وشراء وجبة الغذاء، والتوصل إلى شخص ما يقوم بإعدادها وتسليمها. ومن خلال الفضاء الإلكتروني يمكننا إرسال بريد إلكتروني لصديق، أو التحقيق والترصد، أو المشاركة في غرف الدردشة، أو مشاهدة الصور الخليعة، أو محاولة الحصول على ذلك الإنسان الآلي الباباين الرديء الذي ظهر في تحسينيات القرن العشرين من خلال غرفة إلكترونية، أو تحميل أحدث فيلم رائج في «هوليوود» (تم جربته) من خلال تقنية الاتصال واسعة النطاق بينها لتنظر وصول البيئة. بمعنى آخر، يمكننا أن ندع عالم الشبكات بسيطر علينا. ويمكننا أن نندمج في تياره بينما نستطيع ونحاول أن نتعامل مع مفاجآته السيئة إذا حدثت وأثناء حدوثها. هذا هو الوضع المحايد. 

يقدم هذا الكتاب تحليلاً عن مجتمع الشبكات ويضع في الاعتبار الأسئلة السابق طرحها. إنه يفترض أن قراءه قد اجتازوا مرحلة المواقف المؤيدة والمحايدة ويؤمنون بأن هناك المزيد فيما يتعلق بمجتمع الشبكات ومن ثم قدرتهم على التصويت لـ «جوش» أو «جيمي» أو «جوزي» من سلسلة البرنامج التلفزيوني الواقعي بداية من الحصول -زر في الهاتف المحمول، أو قدرتهم على الاستفادة من عجائب الإنترنت يعتمد هذاMP3 »على شهادة علمية، حتى تكوين مكتبة موسيقية كبيرة عن طريق «إم بي ثري الكتاب على فكرة أن هذه الأنشطة المتعلقة بالشبكات لا تعد في ذاتها جيدة أو سيئة، لكنها تعني شيئاً ما، وتقول شيئاً ما عن نوع المجتمع الذي نعيش فيه. إنها تعد جزءاً من جزء أكبر، وتعتبر أيضاً قوى حركة متصلة ومتبادلة، ومن المهم أن نفهم ما هي هذه الأنشطة، والطرق التي تؤثر علينا من خلالها. ولماذا يعد هذا مهم؟

وليس من المبالغة القول إن نمو مجتمع الشبكات يعد تطوراً تاريخياً عالمياً. وهذا لم يحدث في القرنين الثامن عشرIndustrial Revolution »في المجتمع الرأسمالي خلال «الثورة الصناعية والتاسع عشر الذي مر بمثل هذا التغيير الاقتصادي والتكنولوجي. فهذا التغيير لم يحدث أبداً بشكل سريع للغاية. وكانت «الثورة الصناعية» سريعة بالنسبة لمعايير ذلك الوقت. سريعة بشكل مدهش، لكن استغرقت تلك الثورة عقوداً، بل أجيالاً، حتى تتغلغل في الاقتصاديات، والصناعات، والثقافات، والسياسة، والمجتمعات. ورغم ذلك، فمن الصعب الآن إيجاد نقاط تشابه حقيقي في مجتمع الشبكات اليومي الحالي مع ذلك في العالم كما كان في السبعينيات أو

الثمانينيات من القرن العشرين، لذلك فقد تغير ذلك بشكل كامل. نحن نعمل ونتعلم ونفكر بشكل مختلف. لذلك فنحن نقوم بأشياء كثيرة لم يكن من الممكن تصورها في العشرين سنة الماضية. ويزيد على ذلك، أننا نتخذ كل هذا كأمر مسلم به. الآن، لا بد أن تدرك أن هذا النوع من الحديث يدور بشكل خطير حول الاصطلاح المكرر-مجتمع الشبكات، لكنه لا بد أن يقال مرة بعد مرة للتأكيد ولتذكرينا بحداثة العالم الذي نعيش فيه. ولا بد أن أبناء وبنات الأجيال السابقة يدركون الكثير من الأشياء التي كانت تميز عالمهم. وكان إعلامهم، وثقافاتهم والسياسة التي سادت عصرهم متشابهة بشكل واسع ويمكن تمييزها بسهولة. وبالمقارنة، فإن الصغار الذين ولدوا في تسعينات القرن العشرين ويعيشون في مرحلة المراهقة والبلوغ سوف يواجهون صعوبات كبيرة فيما يتعلق بالعالم الرقمي تماماً. كان هذا يعد عالماً تسيطر عليه المبادئ التنظيمية الاقتصادية والخاصة بمناهج الفورديةFordism إلى المدى الذي يصبح  «الأسلوب الكامل للحياة». فعلى سبيل 1989( David Harvey ما أساء «ديفيد هارفي» المثال، كان ذلك عالماً لا بد أن يبدو فيه «الاقتصاد الحر» شكلاً من أشكال الهيمنة، عالماً كانت فيه الحواسيب الإلكترونية بطبقة ومشكلاتها كثيرة وكانت تستخدم اختبارات في الصناعة

والبحوث، وعالماً كنا نقوم فيه بالاتصال عن طريق «الهاتف» (كلمة في طريقها إلى الاندثار بسبب التجاهل) الذي ظهر بألوان متنوعة من الأزرق أو الأسود أو الأبيض أو الرمادي والذي يوضع في المدخل بحوار آلية الزرع.

ومن هنا لماذا التركيز على الإعلام، والثقافة، والسياسة عند محاولة فهم مجتمع الشبكات عندما يكون مجتمع الشبكات، كما سأعرض فيما بعد، ظاهرة اقتصادية وتكنولوجية في الأساس؟ اسمحوا لي أن أضع الآن صورة تخطيطية لهذه الأسباب ثم أتناولها ببعض التفصيل في الفصول التالية. إنني أقوم بالتركيز على هذه العناصر لأنها تعد في الأصل مجالات متعددة، في تكوين معقد، يصنع الإمكانية الاقتصادية والتكنولوجية. علاوة على ذلك، فإن هذه المجالات قد تحولت جذرياً بسبب ظهور مجتمع الشبكات. وتعد الاقتصاديات والتطور التكنولوجي عمليات مترابطة بشكل كبير ولديها بالطبع قواعدها القوية الخاصة بها. ورغم ذلك، فقد نشأت فقط من أجل التدعيم وأصبحت شرعية في المجتمع عبر التفاعل في الإعلام، والثقافة، والسياسة.

ويتناول دور الإعلام. فإنه في المجتمعات الحديثة، تنقل الأفكار التي تضح الأساس الذي من خلاله يتشكل ويتطور المجتمع عبر الإعلام الضخم (بشكل أساسي). ويعد هذا مجالاً لا نهائياً للمنافسة، لكنه يعد أيضاً واحداً من المجالات التي تمتلك قوى حركة جديرة بالاهتمام وأغلبية من السهل ملاحظتها. وهنا توجد أشكال التفاعل المعقدة بشكل متزايد فيما أسميه «المفكرون العضويون» بما يتمتعون به من تأثير. وبالنسبة Antonio Gramsci »«أنطونيو جرامشي لـ «جرامشي»، فإن المفكرين العضويين يظهرون فجأة مثل منظمي الأغلبية الأيديولوجية التي تتمثل في أصحاب رأس المال والمتحكمين فيه أو الهيمنة، بالنسبة لطبقة الرأسماليين–

كما يقول وعبر دخولهم إلى الأشكال المختلفة للإعلام الضخم، فإن هؤلاء هم القادرون على– : )1: 1992( Zygmunt Bauman »«زيجمونت باومان توضيح وجهة النظر العالمية، والمصالح، والاهتمامات التي حددت تاريخياً … . إمكانية نشوء طبقة خاصة، شكلت وأحكمت القيم المطلوبة ليتم تدعيمها من أجل هذه القوة حتى تنمو بشكل كامل، والتي تجعل من الدور التاريخي للطبقة المفروضة دوراً شرعياً، مطالبتها للقوة وإدارة العملية الاجتماعية فيما يتناسب مع هذه القيم.

ابحث في المكتبة

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *