| |

كتاب طبقات علماء افريقية

وصف الكتاب

كتاب طبقات علماء افريقية تأليف الخشني تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور محمد زينهم محمد عزب.

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على نبينا الصادق الورع الأمين صاحب السيرة الزكية محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه ومن اتبع الهدى وبعد.

كتب الطبقات من كتب التراث القيمة التى تبين لنا أحوال أمتنا على مر العصور لتاريخية فعن طريقها يمكن إدراك قوة وضعف العصر وتطور وانهيار المجتمع، فيمكن راسة الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية من تلك الطبقات فهى نابة الميزان الذي يزن أمور المجتمع.

فكتاب طبقات علماء إفريقية لأبى العرب من الكتب الهامة في تاريخ بلاد غرب بصفة عامة وإفريقية «تونس» بصفة خاصة حيت بين تاريخ إفريقية منذ حيها حتى نهاية الدولة الأغلبية وقيام الدولة الفاطمية.

هناك حقيقة تاريخية لا يمكن إنكارها وهى أن حسان بن النعمان واضع أسس عظم الإدارية في بلاد المغرب، وقد دخل في عهده عدد كبير من البرير في الإسلام أن هذه الفترة كانت فترة حروب الفتح والمعارك الطاحنة بين العرب الفاتحين والبربر.

ولما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة الأموية كانت سياسته تهدف إلى نه الإسلام وإدخال الناس فيه من أهل البلاد المفتوحة بالرفق والحسنى والدعوة إلى الإس فكانت أول خطوة أتخدها نحو ولاية إفريقية أن أسندها إلى إسماعيل بن عبيد الله أبي المهاجر بدلا من محمد بن يزيد القرشى فقد دعا من بقى من البربر إلى د الإسلام، إلى جانب أنه أرسل معه عشرة من التابعين ليعلموا البربر وأولادهم قوا وتعاليم الدين الإسلامى ونلاحظ أن معظم التابعين كانوا يقيمون في القيروان ، ولذ كثر بناء المساجد التي كانوا يعلمون فيها الناس قواعد الإسلام، وكان البربر يغة على هذه المساجد فيستمعون إلى الدروس التي كانت تلقى فيها، وعلى أيدي هؤ التابعين بنيت عدة مساجد نذكر منها مسجد الرباطي الذي بناه أبو عبد الرحمن الح و جامع الزيتونة الذي بناه إسماعيل بن عبيد الله الذي اشتهر بلقب تاجر الله. وبفضل هؤلاء التابعين وضعت أول بذور العلم والفقه في إفريقية حيث تت على أيديهم الطبقة الأولى من علماء افريقية أمثال أبى كريب المعافري وعبد الله عبد الحكم البلوى وأبى خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم المعافري وأبي زكريا يـح ابن سلام وغيرهم.

وكان هؤلاء المتعلمون من أهل إفريقية يقضون بعض الوقت للدراسة في القير ثم يعودون إلى قبايلهم ونواحيهم فيتقلدون وظائف القضاء والدين ويعلمون الت أصول ومبادى الإسلام، فقد ذكر فى سيرة أسد بن الفرات بن سنان أن أباه قدم إفر وأمه حامل به فولد أسد بتونس سنة ١٤٥هـ وقرأ على على بن زياد.

والشئ الملفت للنظر فى تلك الفترة أن العرب لما نزلوا إفريقية كانوا شد الاهتمام والحرص على أن يتخذوا لأبنائهم الكتاتيب الصغيرة الملحقة بالمساجد ليدر فيها القرآن والحديث واللغة العربية ويعجبني قول الاستاذ الكبير حسن حسنى . الوهاب في تعليقه على هذه الظاهرة « أنهم عندما أناخوا بمعسكرهم وخطوا قيروان أنشئو الدور والمساجد ثم التفتوا إلى تعليم صبيانهم، فأتخذوا لهم محلاً – كتابا بسيط البناء يجتمعون فيه لقراءة كتاب الله العزيز.

وتعتبر فترة المهالبة من فترات الرخاء والاستقرار والهدوء التي عاشتها إفريقية خاصة فترة يزيد بن حاتم المهلبي، إذ برع يزيد بن حاتم فى قيادة ولاية إفريقية قيادة مسنة حيث قام بعدة إنجازات وأعمال شهد له بها المؤرخون والرواة من أهمها قضاؤه على ثورات الخوارج فلم نسمع في عهده عن قيام ثورة أو تمرد خارجى من حانب كما أهتم بالبناء والعمارة فبنى المسجد الأعظم بالقيروان، كما اهتم أيضا الفقهاء والعلماء والشعراء بذكر منهم على سبيل المثال عبد الرحمن بن زياد والبهلول بن راشد وابن فروخ وسحنون وغيرهم.

والخشنى هو صاحب كتاب طبقات علماء إفريقية الذى نقدمه الآن وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن ثعلبة القرطبى اللغوى صاحب التصانيف، ثقة كتير لشأن يذكر مع بقى وذويه، طلب للقضاء فامتنع ونشر حديثاً كثيراً، مات سنة ٢٨٦هـ .

وقال السيوطى فى كتابه بغية الوعاة جـ ۱ ۱۲۷ عنه : هو محمد بن عبد الله بن ثعلبة بن زيد الخشنى القرطبي أبو عبد الله كذا قال في المغرب كان نحوياً لغويا شاعراً زاهداً، رحل ولقى أبا حاتم السختياني وجاء إلى الأندلس بعلم كتير.

وزاد القرطبي كان الغالب عليه حفظ اللغة ورواية الحديت ولم يكن عنده كثير علم بالفقه، رحل فحج ودخل البصرة وسمع من محمد بن بشار وابن بنت أزهر السمان ودخل بغداد ومصر وأخذ الكثير من كتب اللغة عن الأصمعي رواية ولقى الرياشي والزيادى وأبا حاتم وأدخل الأندلس الكثير من الحديث واللغة والشعر الجاهلي، وكان فصيح اللسان صارماً أنوفاً منقبضاً عن السلاطين طلب القضا بي ومات يوم السبت لأربع بقين من رمضان سنة ست وثمانين ومائتين عن ثمان وستين سنة.

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *