| |

كتاب رسالة الغريب الى الحبيب

18

كتاب رسالة الغريب الى الحبيب


المؤلف                    :أحمد أبو عصيدة البجائي (ت 865هـ)

اللغة                       : العربية

ترجمة                     : غير موجود

سنة النشر              : 1993

عدد الصفحات         : 191

وصف الكتاب

كتاب رسالة الغريب الى الحبيب تأليف أحمد أبو عصيدة البجائي (ت 865هـ).

عندما ينتهي القارىء من قراءة ما كتبناه عن (رسالة الغريب) قد يسأل نفسه : لماذا لم يترجم مؤرخو الرحلات والأدب لحياة مؤلفها أبي عصيدة البجائي في كتب التراجم والطبقات . ذلك أن البجائي لم يكن نكرة بين علماء وأدباء القرن التاسع الهجري (15م). لقد كان معروفاً لبعض علماء تونس ومصر والحجاز والشام. وقد امتلأت كتب التراجم بمغمورين لا نكاد نجد لهم مشاركة في مجريات عصرهم. إننا لا نعتقد أن البجائي قد أهمله معاصروه، ولكننا نعتقد أن ترجمته قد تكون ضاعت فيما ضاع من التراث .

إن النبذة التي سقناها نحن عن حياة البجائي إنما ساقها هو نفسه في رسالته. وهي حياة رجل هارب، فيما يبدو، من ظلم الإنسان إلى رحمة الله ومن الشقاء البدني إلى السعادة الروحية، إنه فارق الأهل والأوطان في ظروف لا نعرف عنها إلا القليل، ورضي بجوار الرسول (صلى الله عليه وسلم) معوضاً بذلك ما فقده من أهل ووطن لا نعرف أن للبجائي أسرة وولداً، ولا وظيفة علمية في بلاده، ولا جاهاً سلطانياً. لم يكن هروبه في نظرنا هروباً سياسياً كما فعل ابن خلدون، ولا إرضاء للطموح والمجد كما فعل أبو الفضل المشدالي. لقد كان هروب البجائي ابتعاداً عن فوضى السياسة والمنافسات القبلية واضطراب الأحوال الاجتماعية في الدولة الحفصية التي كانت تحكم تونس والشرق الجزائري – بما في ذلك بجاية – والظاهر أنه لم يجد راحته أيضاً في مصر المملوكية، ولذلك توجه في رحلتين متباعدتين، إلى الحرمين الشريفين حيث جاور واستقر راضياً مطمئناً.

وقد كان في الإمكان أن لا نعرف عن البجائي شيئاً لولا الرسالة المطولة التي بعثها من المدينة المنورة إلى صديقه أبي الفضل المشدالي بالقاهرة وهي الرسالة التي تنقلت بين أيدي النساخ حتى وصلت إلينا منها نسخة شريطية من إحدى المكتبات الأمريكية، وليس على هذه النسخة الوحيدة اسم لناسخ ولا تاريخ النسخ وإنما عليها فقط اسم بعض المالكين لها. وإذا كان من المفضل في التحقيق الرجوع إلى أكثر من نسخة، فنحن لم نستطع الوصول حتى إلى النسخة الوحيدة التي ذكرناها . فالمسافة بيننا وبين أمريكا بعيدة وفرص السفر إليها قليلة وصورة الشريط لم توضح كل الأسطر وكل الفقرات فهل كان علينا أن ننتظر إلى أجل غير مسمى ليعرف الناس شيئاً عن أبي عصيدة البجائي ورسالته؟ .

لقد لجأنا إلى نشر ما يمكن نشره عن حياة وكتاب البجائي، ونحن نعرف أن الانتظار قد يكون هو أحد الطرق التي يراها بعض الباحثين، وقد فكرنا في طلب استنساخ (رسالة الغريب) أحد النساخين بأمريكا، ولكن أنى لنا ذلك مالاً وخبرة باليد من كان اجتهادنا إذن أن نكتب خلاصة عن الرسالة، وأن نورد نصوصاً منها مساقة بدون تدخل منا إلا في القليل، وأن نذكر شيئاً عن حياة المؤلف وحياة المشدالي الذي وجهت إليه الرسالة، إلمامة بالعصر. وقد ارتأينا في البداية نشر هذا العمل المختصر في شكل بحث في دورية لعل أصحاب المخطوطات يفاجئونا بنسخة مطمورة من رسالة) الغريب). ولكن البعض رأى نشر الرسالة في كتاب باعتبار المختصر يقدم زبدتها، في انتظار العثور على نسخة أخرى أو على استنساخ النسخة الأمريكية كاملة .

بقي أن نذكر أن البجائي كان ينظم الشعر وكان يحفظ منه الكثير، كما كان له ذوق أدبي سليم يظهر ذلك في إنشاداته ومختاراته الشعرية، ويظهر أيضاً في حرصه على جمع شعر صديقه المشدالي، الذي يقول عنه أنه كان مقلاً فيه . وهناك ملاحظة أخرى نشير إليها وهي عبارة (الغساني) الواردة في النسبة بعد البجائي. وقد سألنا ما إذا كانت هناك قبيلة غسانية بنواحي بجاية اليوم فلم يدلنا أحد على ذلك. ومن عبارة البجائي نعرف أنه ذو صلة وطيدة بعائلة المشدالي التي لا نعرف أنها (غسانية) الأصل، أما أحمد أبو عصيدة فقد قال عن نفسه أنه (بجائي المنشأ والدار غساني الأصل). فهل يشير بذلك إلى الغساسنة ملوك الشام؟ .

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *