كتاب دراسات في التاريخ الوسيط للجزائر والغرب الإسلامي
كتاب دراسات في التاريخ الوسيط للجزائر والغرب الإسلامي المؤلف :علاوة عمارة اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 2008 عدد الصفحات : 203 |
كتاب دراسات في التاريخ الوسيط للجزائر والغرب الإسلامي تأليف الدكتور علاوة عمارة.
عرفت الدراسات الخاصة بتاريخ العالم الإسلامي الوسيط في القرن الماضي وبداية هذا القرن تطوّرا ملحوظا بالنظر للعدد الهائل من البحوث المنشورة والنصوص المحققة. وقد استفادت هذه الدراسات وعلى امتداد مراحل مختلفة من مقاربات علمية مختلفة أفرزها التوجه العام نحو العقلنة خصوصا بعد الثورة المنهجية التي أحدثتها العلوم الإجتماعية. وأصبح التاريخ عاجزا لوحده عن فهم الحركة التاريخية وتحليل الظواهر الإجتماعية. ومن هذا الباب جاءت هذه الدراسات التي جمعت في هذا الكتاب والتي أنجزت خلال الثلاث سنوات الماضية، وقد تم نشر عدد منها في مجلات وطنية ودولية.
لقد عملت من خلال هذه الدراسات على إعداد مسح شامل يتعلّق بالكتابة التاريخية الوسيطة والحديثة فيما يتعلق بالكتابات الوسيطة، فقد أدرجتها في سياق شامل يتعلق بإنتاج وانتقال المعرفة التاريخية بفروعها المتعددة، وعلى هذا الأساس فقد حاولت الإجابة على عدة تساؤلات تتعلّق بمهنة المؤرخ والغاية من كتابته للتاريخ والوسط الذي يقرأ له وقادتني هذه التساؤلات بدورها إلى محاولة فهم إشكالية أخرى تتعلق بنشأة المجموعات الفكرية والسياسية التي عملت على التحكم في الخبر لغرض دعائي سواءا لمجتمع البلاط أو كمحاولة لبناء ذاكرة جماعية في صيغة التراجم والطبقات. وسيجد القارئ الإجابة على مجموعة من هذه التساؤلات وليس الكل لورود مجموعة منها في دراسات نشرتها باللغة الفرنسية.
أما فيما يخص الدراسات التاريخية الحديثة، فقد ركزت فيها على محاولة تتبع النظرة إلى الأزمة أو بتعبير آخر إلى القضايا الشائكة التي بنيت على موروث معرفي وارد في صورة ذاكرة جماعية وعلى خلفيات أيديولوجية. وقد درست في ذلك ثلاث قضايا جوهرية : مسألة انحطاط العالم الإسلامي والمسألة الهلالية وعقبة بن نافع، وهذا من خلال مسح كامل للدراسات الفرنسية والغربية الكلاسيكية والمعاصرة وكذلك مجموعة لا بأس بها من الكتابات العربية وتعطي هذه القضايا الثلاثة صورة عن المشروع الثقافي الفرنسي في الجزائر المركز على بناء ماض جدلي من أهم سماته الصراع بين التقاليد المحلية والعروبة الوافدة.
وفي نفس السياق بدأت في مشروع إعادة قراءة ابن خلدون لوضعه في إطاره التاريخي بعيدا عن أسطورة وحيد” “القرن ووصولا إلى “الخلدونية” كمشروع فكري واجتماعي له العديد من المهتمين كما كان حال “الرشدية” و”السينوية”. وقد كانت النظرة الخلدونية للعالم في القرن الرابع عشر الميلادي منطلقي في البحث عن الصور المتبادلة بين الغرب الناشئ والشرق الإسلامي في الفترات المحسومة لصالح الأول. فكان ابن خلدون والإدريسي من بين المعبرين عن بعضها في كتاباتهم.
ولم تكن الجزائر في معزل عن هذا المسار التاريخي فقد بحث فيها عن العديد من الجوانب المتعلقة بتاريخ حاضرة الإمارة الحمادية وبالنشاط الإقتصادي لساحلها خلال الفترة السابقة للحفصيين والزيانيين. وأفردت كذلك دراسة للإنتاج المعرفي لهذه المنطقة تحت حكم الحماديين موضحا العوامل المتحكمة في تشكل الحقول المعرفية للجزائر في فترتها الإسلامية الوسيطة.