| | |

كتاب الناعقون – رواية

وصف الكتاب

كتاب الناعقون – رواية تأليف بلزاك.

“المنزل الذي كانت تشغله الآنسة دوفرنوي قائم في مكان يسمّى برج باغو، ولهذا البرج قاعدة بالغة العمق ويرتفع حتى ساحة فسيحة تمتد بشكل “كورنيش” أمام كنيسة سان ليونارد. ومن هذا البيت المنعزل تطل، من الجهات الثلاث، على قاعدة البرج وعلى وادي نانسون المتعرج وعلى ساحة سان ليونارد.

وهو بيت قديم مبني بالخشب وقائم إلى الجهة الجنوبية من الكنيسة فيشكل معها زقاقاً، مخرجه طريق منحدر يؤدّي إلى مدخل سان ليونارد، ومن هذا الطريق المنحدر ذهبت الآنسة دوفرنوي. أغفلت ماري الدخول إلى ساحة الكنيسة التي كانت فوقها واتجهت نحو “جادة النزهة” وعندما اجتازت الحاجز الصغير أمام مخفر بوابة سان ليونارد، سكنت آلام نفسها أمام روعة المناظر الطبيعية. تأملت طويلاً في جزء من وادي كويسنون ابتداء من قمة البارين حتى المنبسط الذي تشقه طريق “فيتري”. ثم حولت بصرها إلى “نيدوكروك” وإلى منعطفات “جيباري” ووقفت خائفة أمام وادي نانسون البعيد الغور. وسارت الآنسة دوفرنوي من مفاجأة إلى أخرى إلى أن وصلت إلى نقطة استطاعت أن تشاهد منها الوادي الكبير عبر جيباري المطوق ببرج المدينة وبصخور سان سولبيس وبمرتفعات ريلي. في تلك الساعة من النهار كان دخان منازل الضاحية والأودية يشغل في الفضاء غمامة تحجب معالم الأشياء ونور النهار الصافي يخبو والجو يتخذ لوناً رمادياً لؤلؤياً، والقمر يلقي بشعاعه على الوادي السحيق. كل شيء كان يدفع إلى إغراق النفس في بحر من الأحلام ويساعد على تذكر المخلوقات العزيزة”.

تعتبر هذه الرواية “الناعقون” من روائع الأدب العالمي، وهي كتاب بلزاك الأول على الرغم من أنها قد سبقها آثار كثيرة في القصص والرواية كتبها بلزاك في مستهل شبابه إلا أنه كان يصدرها تحت اسم مستعار. لكن هذه الرواية التي صدرت لأول مرة في شهر كانون الثاني 1829 كانت هي الأثر الأول الذي أصدره بلزاك باسمه الصريح لا المستعار.

تجري أحداث هذه الرواية في تلك المناطق الفرنسية بغرب فرنسا، وبالتحديد في منطقة بريتانيا التي كانت لا تزال تعيش على الفطرة، وجعل مدار الرواية قصة جرت حوادثها في فوجير، ما بين فتاة مغامرة، أوفدها رجال الثورة الجمهوريون إلى تلك المناطق الموالية للملك، ونبيل شاب، أوفده الملكيون ليتولى زعامة الموالين من أبناء المنطقة الغربية لمجابهة عساكر الجمهورية، وتلتقي الحسناء الجمهورية بالزعيم الملكي فتكيد له، ويكيد لها، وتوقع بجنوده، ويوقع بجنودها، وتؤذيه مراراً ويؤذيها مراراً، لكن بين قلبيهما حميرة لا تزال تستعر وتعمل حتى يذوب القلبان في بوتقة واحدة، وإذ هما في حومة الوغى وفي احتدام المعركة ألعوبة ضعيفة في يد الحب، لكن حبها بلا نهاية ويومها بلا غد. كذلك كانت حكاية البطلين.

 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *