كتاب الدولة الخوارزمية والمغول
كتاب الدولة الخوارزمية والمغول المؤلف :حافظ أحمد حمدي اللغة : العربية ترجمة : غير موجود سنة النشر : 1949 عدد الصفحات : 349 |
كتاب الدولة الخوارزمية والمغول ؛ غزو جنكيزخان للعالم الإسلامي وآثاره السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية تأليف حافظ أحمد حمدي.
قدمت فى شهر نوفير الماضي رسالة تلميذي الأستاذ الدكتور راشد البراوي عن « حالة مصر الاقتصادية في عهد الفاطميين » ، وأرجو مخلصا أن تكون قد حازت الإعجاب والثناء . ويسرنى أن أقدم اليوم رسالة أخرى تتناول: ناحية هامة من نواحي الشرق الإسلامي موضوعها:« الدولة الخوارزمية والمغول»، لتلميذى النابه الأستاذ حافظ أحمد حمدي . وهذه الناحية ميدان خصب للبحث والتحقيق لم يطرقه أحد من المؤرخين المحدثين بعد ، لأن مصادر تاريخ المغول والخوارزميين تكاد تكون فى جملتها مصادر أجنيية ، دونت بالفارسية والتركية والصينية .
وكان من حسن التوفيق أن يختار الأستاذ حافظ أحمد حمدى هذه الناحية من نواحى العصر العباسى الثانى موضوعاً لرسالته ، غير مبال يما يعترض الباحث فيها من صعوبات . وقد قسم رسالته إلى خمسة أبواب ، تكلم فى الباب الأول منها عن الدولة الخوارزمية من حيث نشأتها واتساع رقعة أملاكها ، كما تكلم عن سياستها الخارجية وصور موقف هذه الدولة من القوى التى أحاطت بها ، ولا سيما دولة < الخطا » التى كانت تجاورها من ناحية الشرق، والخلافة العباسية التى كانت تجاورها من الغرب، ولا سيما فى عهد الخليفة الناصر الذى لم يتردد فى الاستعانة بالمغول على أعدائه الخوارزميين ، حين تفاقم النزاع بينه وبينهم ، ومهذ بذلك السييل لغزو جنكيزخان بلاد المشرق. ويظهر ما بذله المؤلف من جهد فيما كتبه عن حالة الدولة الخوارزمية الداخلية من النواحى الاجتماعية والثقافية ونظم الحكم.
أما الباب الثانى فقد صور فيه المؤلف حالة الشرق الإسلامى إبان غزوات المغول، كما صور حالة المغول قبل الغزو، ثم تكلم عن غزو جنكيزخان للدولة الخوارزمية، وما أحدثه المغول من تخريب وتدمير، وإزهاق للنفوس والأرواح ومحو لمعالم الحضارة والمدنية . وأفرد الباب الثالث لبحث حالة الدولة الخوارزمية بعد غزوات جنكيزحان، فتكلم عن حالة هذه الدولة فى عهد آخر سلاطينها جلال الدين منكبرتي الذى استطاع إلى حين أن يستعيد بعض ماكان للخوارزمبين من نفوذ وسلطان ، ثم تتبع تاريخهم إلى أن غزا المغول بلاذهم من جديد، وقضوا عليهم وأدخلوهم تحت سلطانهم. وعالج فى الباب الرابع العوامل التى أدت إلى زوال الدولة الخوارزمية على أيدى المغول، فصور اضطراب حالتها الداخلية إبان غزوات المغول ، وبحث ماكان لضعف نظام الخوارزميين الحربي ، ولاضطراب أحوال دولتهم الداخلية من أثر، فيما حل بهم من محن وخطوب على أيدى أعدائهم المغول الذين كانوا يتفوقون عليهم فى النظم الحربية التي اقتبسوها عن الصينيين وغيرهم .
ولعل الباب الخامس والأخير أهم هذه الأبواب جميعا ؛ فقد بحث فيه الأستاذ حافظ أثر الغزو المغولى فالدولة الخوارزمية بوجه خاص ، وفي العالم الإسلامى بوجه عام من النواحى السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية. فوصف حالة الشرق الإسلامى تحت حكم المغول ، وماكان لزوال الدولة الخوارزمية من أثر فى التوسع المغولى بقيادة هولاكو الذى تم على يده سقوط بغداد، ما أدى إلى انتقال الخلافة السياسية إلى مصر . كذلك بحث الأثر الدينى من حيث تنافس الديانات البوذية والمسيحية والإسلام، وتسابق أتباعها إلى كسب قلوب المغول الوثنيين.كذلك تناول الكلام عن الآثر الاقتصادى من حيث فتح الطرق التجارية عبر القارة الأسيوية وتمهيد السبل أمام التجار والرحالة الأوربيين للوصول إلى شرق آسيا،ووصف الطرق التجارية والبحرية التى وصلت طرفى القارة الأسيوية، وربطت القارتين الأسيوية والأوربية بعضهما ببعض . وأخيرا تناول الكلام عن الآثر الثقافى لغزوات المغول، وما كان للشرق الأقصى من أثر واضح فى الفنون الإسلامية.
وتمتاز هذه الرسالة القيمة بتحرى الدقة فى أسلوب علمى مبنى على دراسة عميقة للمصادر الأصلية الكثيرة. وقد استطاع الاستاذ حافظ أحمد حمدى بذلك، أن يضيف حقائق علمية طريفة ، تفيد العلم فائدة محققة ، وتنير السبيل أمام الباحثين فى تاريخ المغول والشرق الإسلامى ، حتى كان هذا البحث موضع ثناء الممتحنين وتقديرهم وإعجابهم.